.
عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من ردَّ عن عِرض أخيه ردَّ الله عن وجهه النار يوم القيامة».
أخرجه الترمذي وقال: حديث حسن
قال مشايخنا رضي الله عنهم: ويدخل في هذا الحديث الذبُّ عن أعراض العلماء والصلحاء والأولياء من طعن السفهاء وجَرح الجهلاء، بل هم أولى الناس بالدفع عنهم وإظهار فضائلهم؛ لأنهم خلفاء المرسلين وورثة النبيين.
فهذه هي النية الصالحة السليمة في الدفع عن الأئمة، وليس مباهاة العلماء ولا مماراة السفهاء، أصلح الله لنا النيات وغفر لنا ولإخواننا.
.
.
السيد الإمام أحمد البدوي الشافعي رحمه الله ورضي عنه وأرضاه
كان ملازمًا لكتاب التنبيه في الفقه للشيرازي
أسلافكم يا شافعية، فلا يصدنَّكم الجهلاء!
-قال الشمس السخاوي: سيدي أحمد البدوي.
-قال الجلال السيوطي: سيدي أحمد البدوي.
-قال الشهاب ابن حجر الهيتمي: سيدي أحمد البدوي.
-قال النور الشبراملسي: سيدي أحمد البدوي.
-قال الشهاب القليوبي: سيدي أحمد البدوي.
-قال سليمان الجمل: سيدي أحمد البدوي.
-قال سليمان البجيرمي: سيدي أحمد البدوي.
-قال البرهان الباجوري: سيدي أحمد البدوي
-قال أبو بكر الدمياطي: سيدي أحمد البدوي.
-قال محمد نووي الجاوي: سيدي أحمد البدوي.
وقبلهم ترجم له سراج الدين ابن الملقن (804هـ) في "طبقات الأولياء"، وأثنى عليه الحافظ ابن حجر العسقلاني (852هـ).
ولا ذنب للسيد أحمد في انتساب الجهلاء له ممن لا يعرفون آداب التصوُّف وأحكام الشريعة، كما لا ذنب للمحبين له في جهلكم أنتم بما يجوز وما لا يجوز وما يكون شركًا وما لا يكون كذلك حتى خرقتم اتفاق الفقهاء في بعض الأشياء، فجعلتم المستحب عندهم مكروهًا، والمكروهَ حرامًا، والحرام شركًا! وأحيانًا تقفزون فتجعلون المستحب شركًا أكبر!
ثم أيها الناس ... اتقوا الله في أبناء سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. {قل لا أسألكم عليه أجرًا إلا المودة في القربى}.
.
.
معنى شكر الناس عند السادة الشاذلية
قال تاج الدين السبكي رحمه الله: «فعليك شكره لأجل أمر الله تعالى، لا لاعتقاد أنه فاعل. بل لو شكرته بذلك الاعتقاد كنتَ مشركًا لا شاكرًا. فاشكره، واعلم أنه لا ينفع ولا يضر، وأنه ربما تغيَّر عليك بأيسر الأسباب، وانقلب حبه بغضًا، ومالت تلك الدواعي، وتبدلت بضدها.
وإنما المُحسِن الذي لا يتغير ولا يحول ولا يزول: رب الأرباب.
والواسطة بين الخلق والحق الذي هو بنا رؤوف رحيم لا تتغير حالته: محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم.
فلا فاعل إلا الله، ولا سبب لخير إلا نبيه المصطفى الأمين، خير الخلق أجمعين، محمد سيد المرسلين والنبيين، عليه أفضل الصلاة والسلام من رب العالمين.
فإذا استقرت هذه القاعدة عندك بحيث صرتَ تتلقَّى كل ما يأتيك من الله تعالى لا من أحد من خلقه: فهذا شكر عظيم للنعمة، وهو أعظم أركان الشكر، ولذلك أطلق عليه كثير من المحققين أنه نفس الشكر، حيث قالوا: (الشكر: الاعتراف بنعمة المنعم على وجه الخضوع)»
معيد النعم ومبيد النقم (ص14)
.
.
العامي لا ينكر إلا في الجليات المعلومة كشرب الخمر وترك الصلاة، وإلا كان ما يفسده أكثر مما يصلحه
قال حجة الإسلام رحمه الله ورضي عنه: «ولهذه الدقائق نقول: العامي ينبغي له ألا يحتسب إلا في الجليَّات المعلومة كشرب الخمر والزنا وترك الصلاة، فأما ما يعلم كونه معصية بالإضافة إلى ما يطيف به من الأفعال، ويفتقر فيه إلى اجتهاد: فالعامي إن خاض فيه كان ما يفسده أكثر مما يصلحه».
إحياء علوم الدين (2/ 320)
.
لقد وُصف الإنسان بالظلوم الجهول؛ لمبادرته إلى حمل أمانة التكليف ومسئولية نفسه (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين ....)، فكيف تتسابقون أنتم إلى حمل مسئولية غيركم دون ضرورة؟! ثم حينها تجدون أنفسكم محتاجين إلى تبرير كل أفعالهم -أو تشويه كل أفعالهم- وكله على حساب الشريعة التي هانت عندكم لما عظُم لديكم الأشخاص والأحزاب والسياسة النجاسة! حتى صار الإجماع -إجماعات الفقهاء ومنهج السلف والخلف والصوفية- لديكم في مهب الرِّيح وأنتم تزعمون التمسك بهم!
لماذا لا نترك كل من تولَّى شيئًا يحمل مصيبته على ظهره، ونكتفي نحن بحمل مصائبنا يا مشايخ؟!
طلِّقوا هذا الارتباط ثلاثًا، بل اجعلوها حرمة مؤبَّدة! ولنُقبِل على أنفسنا وغيرنا بالإصلاح والعلم والتعليم والدعوة، وهنيئًا لنا لو أفلحنا!
وأنتم يا طلاب العلم ... لو فعل شيوخكم هذا لا تقلدوهم فيه، ربما يكون أحدهم مضطرًّا إلى هذا -بحسب ظنه أو زعمه- فماذا يضطركم أنتم؟! خذوا منه ما صفا ودعوا ما كدر.
ولو أمكن أن يُغتفر ذلك لأحد، فلن يُغتفر لمن نسب نفسه إلى السلف ولا من نسب نفسه للتصوف.
فأئمة السلف ما عرفوا أبوابهم ولا انشغلوا بهم ولا التفتوا إليهم!
وأئمة التصوف كانوا منقبضين عما سوى الله مطلقًا! لا يشهدون غيره ولا يعرفون سواه!
من كان مستنًّا فليستنَّ بمن قد مات؛ فإن الحي لا تؤمن عليه الفتنة، وإذا اضطررتم لشيء من التعامل بسبب الأمر الواقع فالضرورة تُقدر بقدرها، كما هو الشأن في أكل الميتة!
*يربط بعض المشايخ أنفسهم بـ تأييد 1-الحزب الفلاني 2-أو المؤسسة الفلانية 3-أو الحاكم الفلاني 4-أو الشخص الفلاني!
*وبالعكس يربط بعضهم نفسه بمعارضتهم!
حتى يصير ذلك شغلهم الشاغل ويقيمون المعارك والولاء والبراء عليهم من كلا الطرفين! وكأن آراءهم فيهم ركن في الدين! وكأنهم انتهوا من المعارك حول القضايا الدينية المحضة حتى انطلقوا لتحويل الأشخاص الدنيويين إلى قضايا دينية؟!
-فالمؤيد ينقِّب لهم عن تبرير لكل مصيبة أو شبهة، ويلتمس لأخطائهم كل التأويلات الممكنة وغير الممكنة، وينشغل بمحاولة تحسينهم وتجميلهم، وإشهار فضائلهم!
-والمعارض يتصيَّد لهم كل زلة وخطأ، ويحمل أقوالهم وأفعالهم على أسوأ المحامل والظنون، مع قبوله لكل إشاعة كاذبة لتشويههم والطعن فيهم!
هذه تصرفات صبيانية من الممكن أن يفعلها العوام والفارغون، لكن ما شأن الشيوخ والدعاة وطلبة العلم بهذا العبث؟!
وظيفة الشيوخ الدعوة إلى الله وليس الانشغال بتعظيم أشخاص أو تحقير أشخاص.
أمَا يسعكم أن تلقوا الله تعالى بالمسؤولية عن أنفسكم فقط؟! فأنتم لا تضمنون أنفسكم، فكيف تضمنون غيركم؟!