.
سلسلة مختارات من كتاب الشمائل المحمدية (٥)
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله رَبْعَةً (أي: كان متوسطاً بين الطول والقصر، وكان إلى الطول أميل)، وليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الجسم (أي: متناسب الأعضاء)، وكان شعره ليس بِجَعْد ولا سبط، أسمر اللون (أي: خالط بياضه حمرة)، إذا مشى يتكفا (أي: التكفؤ التمايل إلى الأمام كما تتكفأ السفينة في جريها، وهو دلالة على قوة البدن وفيه شيمة أهل العزم والهمة) صحيح.
وعن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: (كان رسول الله ﷺ رجلاً مربوعاً، بعيد ما بين المنكبين (أي المنكب: وهو مجمع العضد والكتف، والمراد: عريض أعلى الظهر، وهو يستلزم اتساع الصدر، وهو علامة النجابة والقوة والجلال)، عظيم الجُمّة (أي الجمة وهي: ما سقط على المنكبين من شعر الرأس، والمراد: كثيف الشعر) إلى شحمة أذنيه (أي شحمة الأذن الجزء اللين من أسفلها وهو مكان تعليق القرط للنساء)، عليه حُلّة حمراء (أي: عليه ثوبان إزار ورداء)، ما رأيت شيئاً قط أحسن منه) البخاري ومسلم.
وعن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: (ما رأيتُ من ذى لمّة (أي اللمّة: شعر الرأس إذا جاوز شحمة الأذن) في حلة حمراء أحسن من رسول الله ﷺ، له شعر يَضْرب منكبيه، بعيد ما بين المنكبين لم يكن بالقصير ولا بالطويل) البخاري ومسلم.
.
سلسلة مختارات من كتاب الشمائل المحمدية (٤)
باب ما جاءَ فِي خَلْقِ رسولِ اللهِ ﷺ
عن أنس بْنِ مَالِكٍ قال: كَانَ رَسُولُ الله ﷺ لَيْسَ بِالطَّوِيلِ الْبَائِنِ (أي ليس ظاهر الطول)، وَلَا بِالْقَصِيرَ، وَلَا بِالأبيض الأمْهَقِ (أي ليس بشديد البياض كبياض الجص أو البرص)، ولا بالآدمِ (أي ليس شديد السمرة)، وَلَا بِالْجَعْدِ القطط (الجعودة: التواء الشعر وانقباضه وتثنيه، والقطط شديد الجعودة)، وَلَا بِالسَّبْطِ (أي استرسال الشعر. وأراد بنفي صفتي الجعودة والسبوطة عن شعره ليدل على أنه كان وسطاً بينهما)، بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى رَأْسِ أربعين سنة، فأقام بمكة عشر سنين وبالمدينة عشر سنين، فتوفاه الله تعالى على رأس ستين سنة وليس في رَأْسِهِ وَلِحيتهِ عِشْرُونَ شَعْرَةً بَيْضَاء) البخاري.