Телеграм канал «مُغترب»

كان حزنُ آدم يتَغيَّر مع تَغيُّر المدن، يتألقُ كالأحجارِ الكريمةِ في ليلِ بغداد، يغدو نِداءاتِ طيرٍ وحشيَّ في سماءِ مدينةٍ أَفريقية، يستجدي كفقير بوذيًّ ثمنَ تذكرةٍ في شوارعِ أثينا، ولم يَبخل بخيوطِ حِبرهِ الرقيقة على كوفيةِ فلسطينيًّ مُقاتل، وحين استقرَ بهِ المقامُ في الشام، زارَتهُ كلُّ الخماراتِ والمقاهي والصيدليات، وكان له تاريخٌ من الحزن. في مقهى الروضةِ عاشَ غربتَهُ بالطولِ خَمرًا، وبالعرضِ دخانًا، وانحنى عودهُ في الثلاثين تحت وطأةِ الهَمّ، وأخيرًا فَقدَ الأمل، سَحَابَ خيوطُهُ مِن الدنيا، ووضع حدًا لحياتهِ ليبقى حيًا.

كانت تصف الحال نهاد فتوح عندما تقول: ما خلاص توبة يا شوق ما خلاص وحلفنا يمين جاي تاني يا شوق تسرق من عمري سنين جاي تاني وحامل على جناحك أيام وليالي ورمش جميل أيام يا عيني ليالي!

افتقدكِ... أفتقدكِ جدًا ، أفتقد رسائلكِ المهمة بالنسبة لي، عيناكِ الساحرتين ووجهكِ المُنعم ، فقد مضى عشرة أيام لم اركِ فيها ويومان لم أرى رسائلكِ، كتبتُ بجميع أقلامي جملًا تحمل بداخلها رجاءً لوصلكِ ودليلًا لطريقكِ، لعلكِ يومًا ما تنوين المرار من هنا وتصادفكِ في الطريق وتعود لي بكِ مثلما باتت تصادف جميع المارة حبيبتي أريد الحديث معكِ لا شيء يمنعني سوى أنّ يكون صفوكِ متعكرًا ولا تستقبلين العاشق مثلي أنا ، من شدة عشقي لكِ أصبح الجميع يسألني مَن تهوى يا ترى ، أنا الذي يسألك مليونًا سؤال عن حالكِ وواحدًا عن مدى اشتياقكِ له ، لكنه يعلم رغم ذلك أنه ليس محط اهتمامكِ هذا الوقت وأنه يتواجد الكثير من الأهم في عقلكِ ، كعملك الجديد، عُزلتكِ عن العالم أجمع، المقربون لكِ، نقاهة عقلكِ، وأمور أخرى يصعب على المرء شرحها بسطرين لكن فلتعلمي يا حبيبتي أنّكِ الأهم في عقل هذا العاشق وأنّكِ الأولوية لهذا القلب ولا شيء قبلكِ ولا شيء بعدكِ.

السّمة الوحيدة التي لا تليقُ بكِ هي أن تكوني مهزومة عانقيني سننتصر كِلانا أعدكِ أنا مُرهق يا حبيبتي مُرهق جدًا وقد يكون حضوركِ عطركِ صوتكِ كلمة « أحبّك » أي شيء منكِ مُنعش الآن لا أحد سواكِ فيّ رُغم غيابكِ الهائِل وحضوري البَاذِخ كُل حين.

أعتَرِفُ لكِ؟ بأنَ لا شيء في هذهِ الحياة لهُ الجرأة على مباهاةِ حُسن عينيكِ، سوى بعضًا مِن النجوم اَلمُنيرة في ليلِنا هذا الذي أقوم بفنائهِ سهرًا معكِ، مُبادلًا إياكِ مُحادثات طويلة، وخطابٌ غزليُ عَتيق مُرصعًا في جزء مَقطوعةٍ من إحدى أمسيات أُم كُلثوم بِعنوان سِيرة الحُب.