إذا كُنت من الناس اللي مايهتموش للدعاء في عصر الجمعة
أحب أذكرك بقصة الصلت بن بسطام:
أصابه العمى ؛ فجلس إخوانه يدعون له عصر الجمعة
وقبل الغروب عطس عطسة فرجع بصره
وقصة المؤذن سليمان الخضير رحمه الله؛حيث أفاق يوم الجمعة من غيبوبة طويلة بعد دعاء له في ذلك اليوم.
وهذا مصداقًا لحديث النبي ﷺ:" إن في الجمعة لساعة، لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه".
جهزوا دعواتكم من الآن والحوا فإن في عصر الجمعة ساعة لايرد فيها الدعاء.
واذكروني في دعاءكم 🌷
يستيقظ الواحد منَّا فلا يُدرك أنَّ أوَّل ما يُفتح عليه نهاره هو ميدان قتال، ميدان فيه معركة تُخاض في صمتٍ داخلك، لا يشهدها بشر، ولا يَعرفها سوى قلبك وربُّك، معركة تُبتلى فيها وحدك، وتنتصر أو تنهزم فيها وحدك.
خصمك فيها خفي، يترصَّد في اللحظات الهامدة، ويُزيِّن في اللحظات المندفعة، ويأتيك من حيث تأمَن، يعرف مداخل نفسك، ويحفظ شهواتك، لا يمل، لا يفتر، لا يرحم، لا يتوانى، لا يُغادرنا لحظةً إلا عاد بأُخرى أشد، ولا يترك ثغرةً في نفسك إلا حاول اقتحامها، لعنه الله، وقال: "لأتّخذنَّ من عبادِك نصيبًا مفروضا".
ولكنَّها يا صاح تهون بالله، تَهون إن افتتحت صباحك مستعيذًا به، مستجيرًا بحماه، مستضيئًا بآي كتابه، أوليس الله قد أنذر: "يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان"؟! فانسج لنفسك حرزا من الذكر، وحِصنًا من الدعاء، وعزمًا لا يَفْتُر، وإيمانًا لا يَنْكَسِر، وصبرًا لا يَضمَحِل.
هي معركتك وحدك لا يراها قريب ولا بعيد، يضجُّ بها قلبك وأنت ساكت، وتختلج فيها روحك وأنت تبتسم، صراعك أنت، وحِمْلك أنت، وجهادك أنت، فهل وعيْت أنَّك وحدك مَن يُقاتل؟.
أبو مسلم.