في مثل هذا اليوم انطلقت الجحافل التي أسقط الله بها طاغية من أسوأ الطغاة الذين مروا على الأمة منذ قرون طويلة، وكسر بها قيود أبشع سجون عرفتها البشرية منذ محاكم التفتيش وربما فاقتها، فتوقفت المجازر، وأُغلقت المسالخ، ورجع المهجّرون، وصدق الله وعده، وخذل الطغاة وحده، فلا شيء بعده.
ثم ها قد مر عام كامل على ذلك النصر والفتح انتقلت فيه مادة الاختبار من مرحلة: (استعينوا بالله واصبروا) إلى مرحلة: (فينظر كيف تعملون) ومن مرحلة (تخافون أن يتخطفكم الناس) إلى مرحلة (فآواكم وأيدكم بنصره)، ولا يجتاز هذه المراحل كلها بنجاح إلا الصادقون، فمن كان مع الله صادقا فإن الله يثبته في كل الأحوال، فلا تغيره المناصب والرسوم والأشكال؛ لأن مراده وغايته ثابتة سامية عالية: "وجه الله ورضاه"
ثم إن الله سبحانه لا يسلب نعمة النصر ممن أعطاه إياها مادام محافظا على أسباب بقائها، كما قال سبحانه: (ذلك بأنّ الله لم يك مغيراً نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) وهذا قانون إلهي لا يتبدل، فمتى رأيتم النعمة قد تغيرت فانظروا إلى أنفسكم لا إلى عدوكم ولا إلى التحديات من حولكم؛ فالذي نصركم في أحد عشر يوما وكفّ أيدي الناس عنكم قبل أن يمكنكم قادر على أن يصرف عنكم كل شر وبلية بعد أن مكنكم.
فأكثروا يا أهل سوريا من الحمد والتكبير والثناء، واذكروا نعمة الله عليكم، واستقبلوا هذه الأيام بتذكر النعمة والذكر والشكر والابتهال لا بالغفلة واللهو؛ فالله لا يحب الغافلين.
وأما الكيان المحتل المجاور فلن يفتأ يتربص بالشام وبالأمة الدوائر، ولن يقف عن بث المكائد والمخاطر، وربما يخوض الحرب مباشرة بكل ثقله، فمن كان ظهره حاضراً فقد يشهد يوماً مع العدو عظيماً يعز الله فيه من يشاء.
هذا وإنّ من أعظم النعم التي تحققت بعد النصر: امتلاء المساجد بعمارها، وإقبال الشباب على البرامج الدعوية، والتفاف الجيل حول راية القرآن، فهنيئا لمن أقامه الله على هذا الثغر، ولمن يسارع في توسيعه ونشره ودعمه واستنساخه في كل المحافظات والمدن والقرى في السهول وفي الجبال، فليس بعد كسر الطاغية إلا اجتثاث جذور فساده، وليس بعد تطهير الأرض إلا تطهير القلوب والنفوس؛ ولمثل هذه الغاية سُلَّت السيوف وسالت الدماء، ولمثل هذا اليوم صُنع المصلحون وتعلم المتعلمون فهذا زمانهم وها هنا ميدانهم.
وإلى كل حريص على بلاد الشام، ومحب لأهلها، ومترقب لدورها: لا تتشاءموا؛ فإن باطن الخير في بلاد الشام أكثر من ظاهره، وجذوره أثبت من أغصانه، فثبتوا الجذور واستصلحوا الأغصان، ولا تبرحوا ثغر التصحيح الدائم للمسار، وكونوا مع إخوانكم بالنصح والعون وسد الخلل، فما أسرع ما تنبت الأزهار وتزكو الثمار، وقد قال نبينا المصطفى ﷺ (إن الله تكفل لي بالشام وأهله) فاللهم احفظ في أهل الشام مقولة خليلك، وأبعد عنهم الفتن ما ظهر منها وما بطن، ومُنّ على هذه الأمة بحماية المسرى وفك الأسرى وصلاح الأحوال وحسن العاقبة والمآل.
✒️ أحمد السيد
💌(رسالة إلى مَن يسهر حتى الفجر)💌
رسالة إلى من يسهر حتى الفجر -في هذه الإجازة- من الشباب والفتيات وغيرهم، ويمضي غالب يومه في النوم والراحة:
اغتنام ذلك الحال بالتزود من الصوم خاصة الاثنين والخميس.
-قال بعض السلف: إنما هو غداء وعشاء، فإن أخرت غداءك إلى عشائك أمسيت وقد كتبت في ديوان الصائمين.
-وقال بعض المعاصرين: قدّم فطورك، واجعله قبل الفجر، أَخِّرْ الغداء إلى المغرب تفز مع الصائمين.
فالصوم من أجل الأعمال وأفضلها، ومن أكبر أسباب ثبات العبد، وفرحه وسروره، ومن أنفعها في الدنيا والآخرة.
قالﷺ:"ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله،إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا".
#متفق_عليه
وثبت في الحديث : "الصوم لا مثل له".
وفي رواية :" لا عدل له".
{ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى وأقمن الصلاة وآتين الزكاة وأطعن الله ورسوله} أمر اللهُ أمهاتِ المؤمنين بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وطاعةِ الله ورسوله؛ لبيان أن العفاف لا يكمُلُ إلا بعبادةٍ وطاعةٍ لله ورسوله.
📚 التفسير والبيان