آية الله الشيخ جوادي الآملي (حفظه الله) مخاطباً القوات المسلّحة عقب عمليّة «الوعد الصّادق»:
نباهي بالأكفّ التي جنت عنباً.

أصدر آية الله جوادي الآملي بياناً عقب تنفيذ عمليّة «الوعد الصّادق» الشجاعة والمقتدرة:

إنّ النتاج المحفوف بالبركة لشهر رمضان المبارك هو الفتح الإلهي، وهو الشّهر الذي أُنزلَ فيه القرآن الذي يدعو المجتمع الإسلامي إلى الفُتوحات، ودعوة الكتاب والسنّة الإلهيّة تؤكّد عدم رضوخ أيّ شعبٍ للظلم، عدا ذاك الشعب الجبان والضعيف والذليل.

إنّ الفتوحات التي يعد بها القرآن - وبعضها أُنجز على أيدي أعزّائنا وأجلّائنا وقادتنا وعناصر الجيش وحرس الثورة الإسلاميّة هؤلاء - هي أن يُحشر هؤلاء جميعاً مع أهل بيت العصمة والطهارة، فهذه طليعة الفتح.

ورد في القرآن قوله تعالى أن لدينا «فتحٌ قريب» ولدينا «فتحٌ مُبين»، لكن ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾. على إسرائيل المجرمة أن تعلم أنّ هذه «فتحٌ قريب» من جهة، و«فتحٌ مبين» من جهة أخرى، هذان يُبشّران ويعدان بطليعة الأمر. لكنّ الفتح المُطلق غير المُتّصف بالقُرب ولا بالتعيين والتحديد، هو الفتح المُطلق، الفتح المُدمّر، الفتح الذي يجتثّ إسرائيل من جذورها ويُنقذ غزّة وأمثالها وتترعرع فيه المقاومة ويُحشر فيه شهداء المقاومة مع شهداء كربلاء، ذاك هو الفتح المُطلق.

هؤلاء الأعزّاء أقدموا على هذه الخطوات ليل أمس مع الاستعانة بالدقّة العسكريّة من جهة، ومن خلال دراسة كافّة الجوانب الأمنيّة من جهة أخرى، ومع إطلاق التحذيرات المُسبقة من جهة ثالثة، وأيضاً مع التصريح بنيّة منع الصهاينة من التفكير مرّة أخرى بارتكاب الجرائم بحقّ المجتمع الإسلامي بشكل عام وغزّة وأمثالها بشكل خاص وكذلك النظام المبارك والمقتدر في الجمهوريّة الإسلاميّة على نحو خاص:
نباهي بالأكفّ التي جنت عنباً
وسلمت تلك الأقدام التي عصرت منه خمراً

إذا كان هذا خمراً، فإنّه شرابٌ طَهور، فهؤلاء الأعزّاء قطفوا العنب وعُصرَ بهذه الأيدي، وبهذا الشراب الطهور يلتذّ المجتمع، وبه قضت غزّة العزيزة ليلتها في رغدٍ واستقرارٍ وهناء.

أعاود تهنئة رجال ونساء إيران الإسلاميّة كافّة بهذه العظمة والشجاعة والشهامة وأسأل الذات الإلهيّة الأقدس أن يمنّ بالسعادة في الدنيا والآخرة على الجميع بشكل عام وعلى كلّ فرد من الأجلّاء الذين كانت لهم حصّة في إنجاز هذا العمل بشكل خاص، وأن يصون هذا النّظام الإسلامي من أيّ ضرر حتى نتمكّن وتكون لنا الجدارة لأن نقدّمه لساحة وحضرة صاحب العصر والزّمان (أرواحنا فداه).