الوقت لا يعالج شيئاً ، ولا يهدم شيئاً هو فقط يجعلنا ندرك حقيقة الأمور!..
مع الوقت تتضح الرؤية،ويتلاشى الضباب الذي كان يحجب ابصارنا ، مع الوقت نصل إلى الزاوية الصحيحة وننظر لكل شيء كما ينبغي أن يكون!
مع الوقت يتغير كل شيء أفكارنا، اراءنا، معتقداتنا وحتى مبادئنا؛نولد مراراً وتكراراً مع مرور الوقت وفي كل مرة تُصقل منّا شخصيات جديدة أكثر نضجاً،أكثر حُزناً وأقلُ إقبالاً على الحياة.
مع الوقت أدركت ان الغاية الحقيقية هي الرحلة وليست الوجهة، وأن العلاقات لا ينبغي أن تكون مثالية بل حقيقية، وأن العزيز يظل عزيزاً دائماً حتى وإن إنقطعت حبال الوصل، وأن الحب ليس ضعفاً والصداقة هي أسمى درجاته،والإعتذار وجه آخر له ، وأن الأحلام قد تظل أحلاماً، وأن الدروب الصعبة لا تؤدي إلى وجهات جميلة دائماً.
مع الوقت أدركت أن الحياة ليست إلا مَمر قصير قد يخطفنا منه الموت في أي لحظة، و أن الموت مُرعب بالقدر الذي يجعلني أرتجف عند سماع إسمه ،وأن الخوف منه سمة فطرية لجميع الأحياء.
أدركت أني  لست بالشخص المثالي، ولست إستثناءاً؛ فالاستثناء الوحيد في هذه الحياة هو أنه لا وُجود للاستثناءات.
غادرت عالمي الافتراضي إلى الواقع  الحقيقي  فعرفت أن الشر موجود  وأن السيئين لم يولدو كذلك بل أرغمتهم الظروف،وأنهم في حقيقة أمرهم ليسو سوى ضحايا! ، وأن الخير لا ينتصر في جميع المعارك  ،  وأن الحقيقة لا تظهر دائماً في النهاية وقد تظل حبيسة إلى الأبد ، وأن النهايات لا تكون سعيدة دائما ولكن يمكننا استشعار السعادة في النهايات التعيسة إن تزودنا بالرضا♡
نظرت إلى العالم من الزاوية الصحيحة فوجدته ليس وردياً كما كنت أراه دائماً بل رمادي كلوني المفضّل تماماً ،ليس مُشرقاً لكنّه جميل؛جميل للحد الذي يجعلنا نتشبث به حتى وإن هو أبدى ناجذيه وأعلن رفضه لنا.


#فاطمة_شغف