معلومة :
في صيف ١٩٦٠ طلب الإخوان المسلمون في العراق من المرجع الشيعي طالب الرفاعي ترأس الحزب الإسلامي الذين كانوا بصدد انشاءه.
وكان معن شناع العجلي وهو سني من جنوب العراق من محافظة ذي قار يحضر دروس الشيعة في النجف وكان صديقا لطالب الرفاعي فأقنع الاخوان حينها بتولية الرفاعي رئاسة الحزب الجديد.
وهذا ذكره رشيد خيون في كتابه : أمالي طالب الرفاعي وأكده طالب الرفاعي نفسه في لقاء مع تركي الدخيل في برنامج اضاءات (موجود على يوتيوب)
مما سبق :
▪️لو استمر الأمريكان في خطتهم الرامية الى انهاء أوسلو وجميع مخرجاتها (السلطة الفلسطينية/ مناطق الحكم الذاتي) وتخفيض نفوذ مصر وتوسيع نفوذ اليهود والسعودية على حساب الدور المصري ، فستظل حالة التوتر قابلة للتفاقم وهو ما يكرره السيسي كثيرا في تصريحاته مؤخرا.
▪️اما لو تمت ترضية النظام المصري بصورة او بأخرى (قبول الخطة المصرية) مع الحفاظ على هيمنة مصر دون تدخلها في القطاع بشكل كامل او السماح بدخول قوات شرطية رمزية (لعل استعراض الشرطة في رفح مؤخرا كان من أجل هذا) فأظن ان هذا سيكون مكسبا له وسيسعى النظام للحفاظ عليه وتثبيته ويبدو ان هناك توافق من فريق داخل حماس نفسها مع موقف النظام المصري (ويبدو ان هناك تباينات حول هذا الموقف ايضا داخل الحركة نفسها). ....
▪️في حالة تمرير الخطة المصرية اظن ان حماس ستخرج فعلا من المشهد السياسي وسيحدث موائمة ما لمسألة التسليح [ربما في شكل مراقبين دوليين على غرار القوات متعددة الجنسيات مثلا]
ما سبق هو تحليلي الكامل للمشهد .... وموقفي الذي اوصي به اخواني هو :
"لا تقفوا موقفا يجعل التيار الاسلامي يبدو معاندا متهورا عدميا".
والله من وراء القصد او هكذا اظن.
حفظ الله مصر واهلها وسائر بلاد المسلمين.
إعادة نشر لمنشور من فبراير الماضي
ما لم اكن اكتبه عاما (ولا اريده ان ينتشر وأرجو احترام ذلك) هو انني أرى ان هناك توجها واضحا لتمديد نفوذ المملكة إقليميا بمباركة أمريكية ترامبية على حساب جميع اللاعبين الإقليميين الآخرين.
▪️رغبة قيادة المملكة (بن سلمان) وطموحه أن تصبح المملكة هي القوة الإقليمية الأكبر وصاحبة الكلمة العليا في المنطقة يلقى دعما أمريكيا كاملا.
▪️خطوات الانفتاح التغريبي [افلام/ سينمات/ حفلات/ ...الخ] والتضييق على الفكر الدينيه النمطي ومحاصرته يأتي في سياق التماهي مع متطلبات الأمريكان للقبول بهذا الدور الاقليمي.
▪️ترامب [بعقلية رجل الأعمال] لا يرى أهمية لمصر حاليا ولا يرى لها أي قيمة مضافة بعد ان فقدت بريقها الملكي السابق ونفوذها الناصري الغابر فبعد ان كانت الدولة العربية الأغنى والأقوى أصبحت عبئا على الإقليم وعلى العالم، لقد جرى تفريغ عناصر القوة الاستراتيجية لمصر واغراقها في الديون ومحاصرتها افريقيا من اثيوبيا، ناهيكم عن فقدان قناة السويس اهميتها القديمة، خاصة مع بحث الامريكان عن بدائل للقناة بعد واقعة ايفير جرين الشهيرة .
▪️ما يريده الامريكان هو نقل الثقل الاقليمي شرقا تجاه المملكة بعد ان ظلت مصر ركنا أمريكيا ركينا في معادلة التوازن الإقليمي منذ اتفاق السلام ١٩٧٨ والى يومنا هذا ، هذا لا يعني بحال رغبة الأمريكان في انهاء الاتفاقية او تحويل مصر للحالة العدائية ، ولكن نستطيع وصف الوضعية التي يريدها ترامب لمصر بأنه [تخفيض درجة] او (تنزيل رتبة) بالمصطلح العسكري!.
▪️الأمريكان ومعهم السعوديون (وطبعا في ذيلهم اليهود) يريدون التخلص من حماس ومما تمثله حماس ومن صداع حماس مع التخلص من إيران وعبثها الإقليمي.
▪️ما حدث في سوريا ولبنان (واضح الدور السعودي فيهما والدعم السعودي اللافت مع صمت أمريكي ملحوظ) وما تلا ذلك من استضافة السعودية (دونا عن غيرها) للمحادثات الروسية الاوكرانية يعكس رغبة امريكية واضحة جدا لترقية دور السعودية اقليميا ورغبة في خلق واقع سياسي مختلف في الشرق الاوسط تلعب فيه المملكة [بشكل رئيسي] الدور الأكبر فيه.
▪️النظام في مصر لا يعجبه هذا كله، ولكن لا يملك الكثير من الأوراق ولا مساحة الحركة: فالبلد تعاني اقتصاديا بشكل غير مسبوق (للأسباب اللتي يعرفها الجميع)، مع وجود مظالم وحالة تشرذم حادة في الجبهة الداخلية ناتجة من الإفراط في استخدام القبضة الأمنية وخنق المجال العام وقمع الناس، بالإضافة الى ان إرث المظالم الذي مارسه النظام على تيار بأكمله حول هذا التيار الى حالة عدمية موتورة ترغب في الانتقام بشكل جنوني، وبالرغم من عبثية خطابهم فإنه يلقى آذانا من الشعب الذي تعب من ممارسات النظام.
▪️مصر حاليا ترفض فعلا ما يحدث من ترتيبات إقليمية، وهناك غضب امريكي ويهودي (حقيقي) وربما (سعودي في قابل الأيام لا أدري) [**حصل] من موقف النظام المصري الحالي الذي يحاول الحفاظ على مكانته الاقليمية ومصالحه، خاصة وغزة (وتحديدا رفح الفلسطينية) هي بوابة البلاد الشرقية، وجميع مؤسسات الدولة السيادية [الجيش/ المخابرات/ الخارجية] تدرك تماما خطورة مخططات الامريكان، ناهيكم عن خسارة فرصة إعادة الإعمار وما سيعكسه احتكار مصر لها على الاقتصاد المصري المنهك.
▪️مصر تستخدم القوة المعنوية الهائلة والتعاطف الشعبوي مع المقاومة الفلسطينية [سياسيا] وهذا واضح جدا سواء في الخطاب السياسي او في اداء الإعلام المصري او حتى في التعليمات للقوات المصرية المتواجدة على محور نتساريم وكلنا يشاهد اللطف الذي تتعامل به القوات هناك مع الغزاويين [من واقع خبرتي اؤكد انها تعليمات وليست مجرد مشاعر عفوية]، هذه ورقة ضغط يعرفها النظام جيدا والحركة تدرك ذلك ولذلك نرى تصريحات [تثمن الدور المصري] ... مصر ببساطة تقوم باستخدام كارت الاحراج المعنوي لتحرج قيادة السعودية (وطبعا الأمريكان يدركون ذلك) سياسيا وحماس تدرك ذلك تماما (وفي تقديري خطاب اسامة حمدان كان موجها للسعودية أكثر من كونه موجها لمصر).
▪️القضية ليست في ملائكية النظام المصري او شيطانيته !! هذه المواقف كلها تأتي في سياقات المصالح والمفاسد وتحقيق التوازنات والبحث عن المصلحة التي هي دين الساسة.
ملعب السياسة واسع ومعقد ... وانا اعرف جيدا ان عواطف الناس جميلة وطيبة وادرك ان بعض التعليقات الحادة تكون مدفوعة بعاطفة نبيلة، ولكن مع ذلك فالأمر لا يؤخذ بهذه الطريقة ولا عواطف عند مناقشة القضايا المعقدة هذه.
القيادي في حركة الجهاد الإسلامى محمد الهندي في لقاءه مع تلفزيون العربي تحدث عن تمسكهم برفض،تغيير خارطة رفح والقبول بمحور موراج لإنه بحسب كلامه مقدمة للتهجير الى سيناء وهو ما ترفضه مصر وترفضه جميع دول الإقليم.
جدير بالذكر ان اجتماعات خاصة جرت بالأمس ضمت ترامب وويتكوف ونتنياهو ووفد قطري لمناقشة المسألة.
واضح أن الموقف المصري والفلسطيني متطابق رافض لمخططات اليهود والأمريكان وان تجنيب مصر عن لقاءات الاقليم غالبا بسبب هذا ، وان هناك محاولات قطرية/امريكية/ يهودية لحلحلة هذا الموقف.
يدور حديث أميركي - إسرائيلي عن «نقطة واحدة» محل خلاف بين «حماس ومصر » وإسرائيل، تتمثل في السيطرة الإسرائيلية على محور استراتيجي قرب الحدود مع مصر، وهو ما سبق ورفضته القاهرة.
وأشارت مصادر مصرية وفلسطينية مطلعة لوجود «فجوات» و«تعنت إسرائيلي» خلال محادثات وقف إطلاق النار الجارية في الدوحة.
أجرى مسؤولون كبار من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر محادثات سرية في البيت الأبيض يوم الثلاثاء ركزت على نقطة الخلاف الرئيسية المتبقية لوقف إطلاق النار الذي طال انتظاره وصفقة الرهائن في غزة، بحسب ما قاله مصدران مطلعان لموقع أكسيوس.
ومع انتهاء الصخب يجب أن نتذكر ان هناك ٤ ماتوا في هذا الحريق رحمهم الله وأنزل السكينة على قلوب أهلهم.
ويجب ألا ننس مجهود الدفاع المدني الذي بذل أفراده جهدا كبيرا على مدار ساعات طويلة.
ويجب ألا ننس شكر شباب مصر من الفنيين والمهندسين الذين برغم ضعف الإمكانيات وهزلية الإدارة أسفروا عن رجولة وشهامة وبذل يثبت للأعمى ان هذا الشعب يحمل جينات دولة عظيمة وأن شعبها هم أجمل ما فيها، وان حكامها يهينون هكذا شعب حين يتعاملون معه بكبر ويتعالون على مشاكله وآلامه في سبيل تحقيق أوهام تعشش في أدمغة قادة محدودي القدرة.
تحية للشعب الصابر الباذل الذي يحاول ان يعيش ويتعايش مع كل هذا الفشل.. ورحم الله من ماتوا وألهمنا جميعا الصبر.