صلح الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام)
في لحظة فارقة من تاريخ الإسلام، صافح الإمام الحسن المجتبى (عليه السلام) التاريخ بصلحه، فحوّل مجرى الأحداث من دماء نازفة إلى رؤية بعيدة المدى، حيث رأى (عليه السلام) ما لم يره غيره في ساحة المعركة؛ فالسيوف المسلَّطة في غير أوانها لا يمكن أن تقوّم أمة ممزقة، والدماء المُراقة في غير موضعها تُضعف الحقيقة بدلًا من أن تحميها.
فكان الصلح سدًّا منيعًا أمام أمواج الفتنة، وحصنًا آمنًا لحفظ البقية الباقية من المسلمين. وبذلك أطلق الإمام الحسن (عليه السلام) بداية وعيٍ جديد وسط مجتمع أنهكه الضياع، فكان فتحًا عظيمًا تجلّى جوهره في كربلاء عند اكتمال المشهد وانكشاف الباطل على حقيقته.
إن صلح الإمام الحسن (عليه السلام) لم يكن تراجعًا، بل كان حلقة قوية في سلسلة الانتصارات الإلهية.
#الامام_الحسن