انظر لحجم الخيبة في أي نفس، سترى أعظم خيبةٍ هي الانتكاسة بعد التوبة.
خاصة إذا كانت التوبة قوية في الأثر؛ أيقظت صاحبها من سباته، ورأى النعمة والرصانة في التقرب من ربه.
ثم لا يلبث أن يعود إلى سابق عهده؛ بل أشد.
هنا يخبو في عينه نور الرجاء، وتطغى عليه ظلمة الانغماس في الذنب؛ ذلك أنه يئس من رحمة ربه في تغيير مراد.
يوهمه شيطانه وتسول له نفسه أن لا مفر من أن يرجع لانتكاسته بعد توبته؛ لعدم رضا ربه عنه، أو لأنه لا يملك الإخلاص الكامل للإصلاح.
وهو مؤمن لا ينبغي أن يقع في فترة فتوره وزلته زمنا طويلا، ولا أن ييأس من رحمة ربه ويقع تحت طائل شيطانه وإن عظم، ولا ينبغي أن يضل الإشراق أو أن يرى نور ربه وإن وقع ألف مرة.
بل يعود، لأنه بشر تسري عليه التغيرات، لا يستكين له ثبوت.
َّهل لا تزال نساء صالحات في هذه الدنيا يقمن عليها البيت وتكن ركيزة أساس لكل خير؟
- بلى.
هل لا يزال رجال صالحون في هذه الدنيا يقومون على بيوتهم بالحكمة، يقومون على رعيتهم بالعدل؛ لا يفرطون ولا يظلمون.
- بلى.
من ولَّد في قلبه شيء من الريبة ثم بنى عليها كل شيء؛ لم يهنأ له عيش.
ومن ولد في قلبه المودة وحسن الظن بالله ثم بنى عليها كل شيء، هنأ له كل شيء.
فطنة المؤمن لا تتعارض مع أخذه احتياطاته الكاملة في البحث والاستقصاء عمن يرغب فيه شريكا مألوفا ودودا.
وبون واسع بين أن يرغب المؤمن في أن يجد ضالته في رفيق صالح، وبين من يبحث خصيصا ليؤكد شعور الريبة الذي بداخله في كل بحثه.
فالمرتاب صاحب الشك الدائم؛ قلوق لا يهدأ لا فكر، ولن يستقر له رأي على أحد من خلق الله.
فاصلح نفسك تقربا لله ورغبة في أن تُرزق بالصالح الحكيم صاحب البصيرة الصحيحة في الزواج؛ يرزقك الله ما ترجو.
عاوزك تستشعر نعمة: "اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام" بعد كل صلاة.
خضوع آخر بعد خضوع الصلاة المفروضة عليك، لسا بين يدي ربك، تطلب منه سبحانه ذا الجلال والإكرام أن يسلمك من شرور نفسك والدنيا، عظيم الخضوع لله، توحيد خالص لوجهه الكريم.
استحضرها بعد كل صلاة علشان تسلم نفسك للصلاة اللي بعدها وقلبك مطمئن خاشع.
الكلام عن المقاطعة بيختفي تماما ظنا من الناس إن خلاص الكلام بقى مستهلك والناس بالفعل قاطعت وخلاص!
الناس بتنسى أكتر ما بتتنفس، محتاج اللي يفكرهم كل شوية بضرورة المقاطعة.
طبعا هم كبار والمفروض عارفين الصح من الغلط وكل نفس بما كسبت رهينة، لكنك بتتكلم علشان تنصر إخوانك ولو بأضعف الإيمان، كذلك إنت بتستقطب شريحة تانية ممكن متعرفش إيه اللي بيحصل وجاية متأخر فتنبههم وتعرفهم.
أما اللي تناسى وعاش حياته؛ فالله يهديه.
اعمل اللي عليك وذكر الناس، والسلام.
بعيدا عن المهاترات الكثيرة للغاية.
الرجل لما تكتمل رجولته وييجي يبص على الزواج، هينظر إلى امرأة هينة، إذا نظر إليه أسرته، كما في الحديث الشريف، بالضبط كده بدون فلسفة فارغة.
النظرة هنا هي الراحة لشكلها والراحة النفسية والراحة عموما.
رجل عاوز امرأة تريحه وهينة ولينة ومطيعة وتعيش تحت كنفه.
المرأة عاوزة نفس الكلام، رجل ملو هدومه يحبها ويحميها ويحافظ عليها وتسمع كلامه وتشوف فيه حمايتها من وحشة الدنيا.
الكلام بديهي، بديهي أوي، لكنه مفقود على أرصفة المهاترات والنديّة والجدالات الفارغة.
وأنا بدوري بدعو الله أن يكون الرجال عادلين قوامين بالقسط وتكون النساء صالحات قانتات.
ونقفل أبوابهم عليهم وربنا يهني سعيد بسعيدة.