ما يخفف على المرء أنه كان قبل هذا بقليل في المسجد يصلي فريضة العصر.
على قدر حزني على قدر سعادتي بمعرفة ذلك في زمان يفرط فيه الكثيرون بصلاتهم.
الحمد لله دائما وأبدا.
وكما دعا خليل الله إبراهيم ﷺ أقول:
(رب اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء) سورة إبراهيم.
الصلاة يا إخوة الصلاة، والله لا تدري متى يأتيك الموت ولا مجال وقتها للتوبة والحسرة والندم.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
منذ قليل مات عمي برصاصة طائشة استقرت في رأسه وهو جالس في حقله يرعى أرضه..
أتته من حيث لا يحتسب ِ...
لا بارك الله فيمن أزهق أرواح المسلمين بهكذا عادة قذرة لعينة.
اللهم اغفر له وارحمه واعف عنه وثبته عند السؤال وأسكنه فسيح جنانك يا أرحم الراحمين.
أكثر ما أزعجني البارحة في قصة هلاك ذلك اللاعب البرتغالي هو منشورات تجار القضية:
لاعب كرة قدم أحزنكم، وخمسين ألف مسلم لم تتأثروا لأجلهم ... ثم سيل من التحقير وجلد الذات!
يا رجل، ألا ترى الناس يترحمون على الكفار، وأنت كالأبله لا ترى مصيبة الناس في دينهم هذه!
وأي تعاطف سينفع أهلنا في أرض الزيتون إن كان المتعاطفون مبتلون في دينهم بهذا الشكل، وأنت غير فالح إلا في العويل والنحيب كالنساء على المنابر!
أصلا لا يوجد مقطع ولا منشور ولا تطبيق إلا وتجد فيه سيلا جارفا من الكلام عن أهلنا فرج الله عنهم ولعن عدونا وعدوهم.
لكن هو مرض أخذ اللقطة، انظروا إلي وأنا أقول كلاما أقصف به جباهكم!
لا مشكلة بتذكير الناس وأخذ العظة مما حصل، ولفت انتباههم إلى نفاق العالم الغربي، ولكن أين توجيه الناس إلى الحق وتصحيح عقائدهم؟!
سبحان الله!
أنا والله أعجب يا إخوة كثيرا من حال كثير من المسلمين اليوم!
إذ لا أحسب أن هناك بيتا مسلما يوجد فيه إنسان لم يسمع بموقف عم النبي ﷺ أبو طالب.
هذا الرجل الذي منع صناديد الكفر من قريش عن ابن أخيه وأواه ورباه ورعاه وأطعمه وسقاه بفضل الله.
رجل نصر نبيا من أنبياء الله يا ناس!
بل هو أعظم وأكرم الأنبياء وأحبهم إلى الله تبارك وتعالى، ومع ذلك هو خالد في جهنم أبدا!
تخيل نصرتك لنبي لم تشفع لك عند الله دون كلمة التوحيد، فكيف تظن أنّ من فعل خيرا دون ذلك ولم يأت بكلمة التوحيد سينفعه ذلك!