"عيش حياتك، هي حياة وحدة، ليش الواحد كم مرة بيعيش؟".
(حتى إذا جاء أحدهم الموتُ قال رب ارجعون * لعلي أعمل صالحا فيما تركتُ كلا إنها كلمةٌ هو قائلها ومن ورائهم برزخٌ إلى يوم يبعثون) سورة المؤمنون.
فعلا، هي حياة واحدة!
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ (52)
- سورة هود.
والاستغفار: هو الإيمان بالله في هذا الموضع، لأن هودًا صلى الله عليه وسلم إنما دعا قومه إلى توحيد الله ليغفر لهم ذنوبهم، كما قال نوح لقومه: اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ * يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى [سورة نوح : 3 : 4]
- تفسير الطبري.
قلت: ففي القيام بالتوحيد والدعوة إليه تفتح أبواب الرزق الواسعة على العباد والبلاد، وبالتوحيد يمد رب العالمين عباده بالقوة ويهيئ لهم أسبابها من حيث لا يشعرون.
فمن رام الإصلاح الاقتصادي والقوة العسكرية عليه أن يبدأ من تحقيق هذه والدعوة إليها:
لا إله إلا الله وحده لا شريك له.
وبالتوازي يبذل الأسباب الدنيوية المباحة.
ٱما من فرط في الأولى وصب جهده في تحصيل الثانية فقد خاب وخسر.
متسلق ماكر!
حينما كان أسافلة حزب اللات وحسن زميرة يسيمون أهل الشام العذاب خرجت بكل وقاحة وبجاحة لتنظّر على فرح السوريين بهلاك حسن الشيطان وغضبهم ممن ترحم عليه ونعته بالشهيد، وصرت تتفلسف وتلف وتدور حول حكم الرافضة لأجل بضعة صواريخ ضربوا بها العواميد.
ثم ماذا؟ ذهب وحذف الحلقة وكأن شيئا لم يكن؛ بل ولم يعتذر أو يتراجع عن قبح ما فعله أو حتى يبين سبب الحذف!
خبيث ماكر!
أهل الشام رجال، إي وربي رجال.
الحمد لله الذي منّ علينا برفع الظلم والجور والطغيان؛ عام مضى كلمح البصر، ولا يزال المرء غير مصدق ما جرى وكأنه حلم!
اللهم احفظ الشام وأهلها، وأعزهم بالتوحيد والسنة واجعلهم منارة لها.
ليلة الجمعة ويومها.
{وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}
أكثروا من الصلاة والسلام على من أرسل رحمة للعالمين، وبشيرا للمؤمنين، ونذيرا للغافلين، النبي الأمي المصطفى، خاتم الأنبياء والمرسلين، وجليس الرحمن على عرشه يوم الدين.
صلى الله عليه وسلم.
عندي شعور تجاه طائفة من الناس ليست بالقليلة وكأنّ عندهم زهد عجيب غريب في منازل الجنة!
ولسان حالهم يقول: المهم أدخل الجنة حتى لو كان في أقل درجاتها!
صحيح أننا نرجو دخول الجنة وأن يعصمنا رب العالمين من النار، ولكن هذا لا يعني أن لا نسعى إلى رفع درجاتنا فيها ما استطعنا طامعين بفضل الله وكرمه.
يا إخوة يجب أن نفهم أنّ الجنة مراتب ودرجات ومنازل، وهذه المنازل ليست سواء، فكلما ارتفعت منزلة المرء في الجنة زاد نعيمه وعظمت جائزته.
على سبيل المثال نعيم النظر إلى الله تبارك وتعالى، نعم جميع أهل الجنة يرونه سبحانه، ولكن هناك أقوام يرونه مرات أكثر من غيرهم.
وكذلك الحال في ما يتعلق بالحور العين والخدم والقصور والبساتين والأنهار والحلي ونحو ذلك من نعيمها الذي نعرفه وما لا نعرفه.
وليس العيش في منازل الأنبياء أو قريب من منازلهم كالعيش في منزلة أبعد عنهم.
وهذا من تمام عدل وفضل الباري جل وعلا، فلا يستوي من سعى وبذل جهدا عظيما في الدنيا كي ينال تلك المنازل العالية والرفعية ومن قصر أو زهد فيها ولم يهتم إلا بدخول الجنة في أي مكان فيها.
وسبحان الله لو نظرت في حال الناس وسعيهم الحثيث في رفع منزلتهم في الدنيا؛ تعجب من زهدهم في رفع منزلتهم في الآخرة، رغم أنّ الأولى فانية والثانية دائمة لا تزول!
وقد أوصى النبي ﷺ أن إذا سألنا الله تبارك وتعالى الجنة أن نسأله الفردوس الأعلى بعد أن بين عدد درجات الجنة، وأن ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، فانظر بماذا يزهد الناس!!